.

.

.

.

19‏/3‏/2016

أمـاه ... الشاعر محمد الصالح بن يغلة


.

أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه
قـدْ جِـئْتُ أشْـربُ مِـنْ عـيْنيْكِ أمّـاهُ
فـأنْـتِ ظِـلِّي الّـذي مَـا كـنْتُ لَـوْلاَهُ
هَـاتِـي يَـديْكِ عـلَى رَأسِـي أقـبّلُهَا
فـكُـلُّ شَــيْءٍ جَـمِـيلٍ قــدْ قَـتَـلْنَاهُ
كـشَـمْعةٍ فِــي ظـلاَمِ الّـيلِ تـغْمُرُنَا
الـــنَّــارُ تـحْـرقُـهَـا وَ الــدَّمْــعُ وَ الآهُ
كــزوْرَقٍ فــوقَ هَـذا الـكَوْنِ تـحْملُنَا
وَ مَـا اغْـتَربْنَا فـأيُّ الـبَحْرِ نَـخْشَاهُ ؟
لاَ تـتْـركِـينِي يَـتِـيـمًا هَـائـمًـا أبَـــدًا
بـكُـلِّ رُكْــنٍ أرَى الآلاَفَ قــدْ تَـاهُـوا
كَمْ غيْمَةً فوْقَ هَذا القلْبِ تَخْنقُنِي
لـكـنّـهَـا تـنْـجَـلِي إنْ قــلْـتُ أمَّـــاهُ
مَـازِلْـتُ أهْـتِـفُ بـاسْـمِ الأمِّ مُـعتَرِفًا
هَــديَّــة اللهِ مَــــا أغْــلَـى هَــدَايَـاهُ
كـأنّهَا جَـنّةٌ فِـي الأرْضِ وَ انْبَجَسَتْ
مِـنْهَا الـحَيَاةُ وَ غَـنَّى الـكَوْنُ مَـعْنَاهُ
أحـبُّـهَـا ثـــمَّ إنِّـــي صِــرْتُ مُـلْـتزِمًا
بـذكْـرِهَـا فِــي صَــلاَةِ الـلَّـيْلِ رَبَّــاهُ
الأمُّ نُــــــورٌ وَ أنْـــهـــارٌ وَ أمْــنــيَــةٌ
عـيُـونُـهَـا زوْرَقٌ لاَ لــسْـتُ أنْــسَـاهُ
الأمُّ ظــــــلٌّ وَ أزْهَـــــارٌ وَ أغْــنِــيَـةٌ
وَقـلـبُهَا فِــي دَمِــي مَـازِلْـتُ أحْـيَاهُ
هـنَـا الـجـمَالُ هُـنـا الـدّنيَا وَ زِيـنتُهَا
هُـنا الـدّمُوعُ الّـتِي كـمْ خَانَهَا اْلجَاهُ
كانَتْ مَلاكًا كمِثلِ الشَّمْسِ مُشْرِقَةً
حــتّـى إذا غَــربَـتْ لـــمْ تـلْـقَ آلاَهُ
مِــنْ بـعْدِ مَـا كـنْتِ يـا أمّـاهُ أجْـنِحَةً
هَـا أنْـتِ فـي قـفَصٍ مَا كَانَ أقْسْاهُ
إنِّــي تَـرَكْـتُ لـكَ الأمْـوَاجَ شَـامِخَةً
وَ فِــي يَــدَيَّ شِــرَاع ٌ كـنْتُ أرْعَـاهُ
هَـذي الـوُرُودُ لِـمَنْ يـا قلْبُ تَحْملُهَا
وَ هــلْ حَـمـلْتَ لَـهَا مَـا قَـالَهُ اللهُ ؟
*

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق