.

.

.

.

14‏/2‏/2016

سأكفُّ عن شعري ... جميل داري



سأكفُّ عن شعري وعن أدبي
وأعيشُ بينَ الريحِ والكُثُبِ

أنا متعبٌ بالحلمِ أحملُهُ
احدودبَتْ روحي من التَّعبِ

ستونَ عاماً كاذباً وأنا
متحمِّلٌ دنياً من الكذبِ

الآنَ عدتُ إليَّ أجمعُني
بعدَ الشتاتِ وبعدَ مغترَبي

مني تفرُّ الآنَ قافيتي
فكأنَّها مجهولةُ النسبِ

وكأنَّني لا أنتمي أبداً
إلا لصمتٍ قاهرٍ وغبي

منفايَ أم وطني يعذِّبني
وكلاهما يقتاتُ من سغبي

وكلاهما يُدنيني ويُبعدني
وكأنَّني كرةٌ من اللهبِ

وأعودُ من ألمي إلى أملي
الحرف يرفوالحلمَ في كتبي

فبهِ أعيشُ وأحتسي قلقي
مثلَ احتساءِ الأرضِ للسُّحبِ

وبهِ أناجي طيفَ سيِّدتي
تلكَ التي غابَتْ ولم تغبِ

إني الغريب فلست أعرفني
ودليليَ الظلماءُ فاقتربي

كمْ من نبيٍّ كانَ ينصحني
خابَتْ ولاءاتي لكلِّ نبي

ووهبتُ من جودي خزائنَهُ
والكونُ غيرَ البخلِ لم يهبِ

أبكي على عصرٍ مضى عبثاً
ما كانَ أرخصَ عصريَ الذَّهبي

ما زلتُ معتصماً بحبلِ غدي
والروحُ ساعيةٌ إلى الهربِ

كم قد سعيتُ إلى الربيعِ أنا
وربيعيَ المأمولُ لم يطبِ

لعبَتْ بيَ الأقدارُ لعبتَها
يا قسوةَ الأقدارِ واللعبِ

قد جئتُ للدنيا بلا سببٍ
وغداً أودِّعُها بلا سببِ

طالَ انتظاري للطفولةِ لم
أرَ في مرايا الوهمِ أيَّ صبي

وقصيدتي تبكي على شفتي
تنداحُ في حزنٍ وفي غضبِ

وطني.. وهل ما زالَ لي وطنٌ
والعابثونَ بهِ كما الجربِ

يتعاركونَ على غنائمِهِ
لم ينجُ من أطماعِ مستلِبِ

العابثونَ بأمنهِ ملؤوا
أيامَنا بالخوفِ والرعُبِ

والنازحونَ إلى العراءِ فهم
ما بينَ منسحقٍ ومكتئبِ

وطنٌ تعفَّنَ منذُ أزمنةٍ
يا أيُّها العطَّارُ فانسحبِ




.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق