بوحي نشيج الموج في الشطآن // وصداه رجع الصمت في وجداني
لغة الشفاه تخاف حمل مشاعري // فتذوب مثل الثلج في كتماني
متشرد خلف المسافات التي // تدني خطاي لحمأة الحرمان
جمر الحروف على فمي لم ينطفئ // وبأضلعي نهر من الأحزان
ويدي تداعب غيمة الأفق التي // تبكي على ألحانها ألحاني
زفي إلى عرش الجمال قصائدي // وترشفي خمر الهوى بدناني
لا تسألي عما أثار كوامني // وأراق جمر الوجد من أجفاني
تلك الحكاية من حكايا الأمس ما// زالت هسيس السر فوق لساني
فخذي إليك من الضلوع أنينها // كم في الأنين أرقت من تبيان
وحدي هنا والصمت يملأ مجلسي// ودمي يطارد نعمة النسيان
ما ثم غير الوجد يسكن خافقي // ينداح أشجانا على الأشجان
ويعيد لي ما مر من أيامنا // فأظل أشقى بينها وأعاني
وخواطري تمشي بخطو موجع // تبكي على ذكرى الهوى الفتان
أيام كان الروض مسرح لهونا // نشوان منعطف على نشوان
وأنا نسيم هام في من نفح الرؤى // فسرى بخطو العاشق الولهان
حضن الزهور برقة ولطافة // ورنا لهن بعفة وحنان
غازلت ثغر الورد حتى بات في // كفي يراودني على إحساني
والشمس تغزل من خيوط ضيائها // بشرى تعيد الرشد للحيران
والماء يجري حولنا في ثورة // تحكي جنون الحانق الغضبان
وكأنما قد أدركته غيرة // منا فلاح بهيئة الغيران
والطير تتلو من أناشيد الهوى // متراقصات في ذرا الأغصان
واليوم ها أنا ها هنا وحدي وما // حولي سوى صمتي وجرحي القاني
وكأن ما قد كان حلم عابر // قد مر في ليل على الأجفان
لا هدهدات الأمس رف لها فم // كلا ولم ترقص لها قدمان
وحدي وظل الحزن عشش في دمي // يبكي على ما انهد من بنيان
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق