.

.

.

.

28‏/1‏/2016

" آتٍ إليــكِ " / الشاعر الفلسطيني محمود صالح





*مُهداة إلى بغداد *
( كُتبَتْ سنة 2000 م عندما مُنعتُ من الوصول إلى العراق
للمشاركة في { المربد الشعريّ }


آتٍ إلـيـكِ وبــي شــوقٌ علـــى قَـلَـقِ
أَكُـلَّمـا لُحْــتِ تَـنْــجـابـينَ عن أفُـقـي

يَـنْـهَلُّ عطرُكِ في الأعماقِ يُـشْـعِـلُها
يُسَــطــِّرُ الـضـوءَ مـحـروقاً على الوَرَقِ

ما للمـسـافاتِ، يا بغـدادُ إن شَهَـقَـتْ
لكِ الـرَّياحيـنُ، كالمـنشـارِ في العُنُـقِ

مـا بـالُهُ الـطَّـيـفُ لا أسـري ويعرُجُ بي
طال انـتـظـارُكِ في الأعصـابِ والحَدَقِ

جـرحُ السُّؤالِ يـنِزُّ الـغـيـبُ حُـمـْـرَتـَــهُ
كم نَـدَّ فـي شَـفَـةِ الأزمـانِ بالــعَـبَـقِ

أرقى إلى السَّعْفِ أم في النَّزفِ وهْجُ رؤىً
ينضو عن الـفكرِ وهْمـًا مُـتـرَفَ الـنَّــزَقِ ؟!

الشَّمـسُ تـنـحِـتُ أشعاري تُعَـمِّـدُهــا
والـحرفُ يشمَخُ مـشدودًا إلى الـغَـرَقِ

أوجاعُ ظـلِّـكِ أمْــــداءٌ تــنــــوءُ بـــهــــا
أم نـحـنُ ظلٌّ لوجدٍ غــائــرِ الــعُـمُــقِ ؟!

مَــدَّتْ أســاورَهـــا الأنـواءُ فـي صَـلَفٍ
والـنَّخلُ مُحتشِـدٌ في شُرفةِ الغَسَقِ

قـصّـوا جوانـحَــهُ، فـــانــداحَ طــائــِرُهُ
وظلَّـلَ الــكـونَ بــــالأنــــداءِ والأَلـــقِ

وللمقـاصـلِ إيقـــاعٌ علــــى دَمِـــنـــا
يُــرقّــِصُ الـخَـلْقَ تـيَّـاهًا على نـسَقِ

رفـارفُ الـنّورِ لا تـَـنْـأى وإنْ حُـجِــبَــتْ
تُـفـتِّـقُ الـوَحْيَ أغــمـارًا منَ الـحَـبَـقِ

أسطورةٌ نـبـضُكِ الـبسَّــامُ أحْــجـيَـــةٌ
فــي طـيِّـهـا سُحُـبٌ مـدْرارةُ الـغَـدَقِ

ذراعُ حُلْـمِكِ، مهمـا أَظْلَـمَتْ، رَحِــــبٌ
يُعــانقُ القدسَ حتـى آخــرِ الــرَّمَـــقِ

محمود صالح

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق