.

.

.

.

27‏/1‏/2016

قل للمليحَةِ في الخمار الأسودِ .. من قصص الشعراء 1


من قصص الشعراء
1



جاء في العقد الفريد:
قال الأصمعيّ : قدم عراقيّ بعدل من خُمُر العراق إلى المدينة؛ فباعها كلّها إلا السّود. فشكا ذلك إلى الدّارميّ
ربيعة بن عامر. وكان قد تنسّك، وترك الشّعر، ولزم المسجد. فقال: ما تجعل لي إن احتلت لك بحيلة فتبيعها كلّها على حكمك؟ قال: ما شئت. قال: فعمد الدّارميّ إلى ثياب نسكه، فألقاها عنه، وعاد إلى مثل شأنه الأوّل، وقال شعراً، ورفعه إلى صديق له من المغنّين فغنّى به. وكان الشعر:
.
.

قل للمليحَةِ في الخمار الأسودِ
ماذا فعلتِ بزاهِدٍ مُتعبّدِ
.
قد كان شمَّرَ للصلاةِ ثيابَه
حتى خَطَرْتِ له ببابِ المسجِد
.
ردِّي عليه صلاتَه وصيامَه
لا تقتُليه بحقِّ دينِ محمدِ

.

فشاع هذا الغناء في المدينة وقالوا: قد رجع الدّارميّ وتعشّق صاحبة الخمار الأسود. فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خماراً أسود. وباع التّاجر جميع ما كان معه.
فجعل إخوان الدّارميّ من النّساك يلقون الدّارميّ؛ فيقولون: ماذا صنعت؟
فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين.
فلما أنفد العراقيّ ما كان معه؛ رجع الدّارميّ إلى نسكه، ولبس ثيابه.


محمد البياسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق