.

.

.

.

18‏/10‏/2015

قصيدة سائل ( عبد الله البردونى)




مررت بشيخ أصفر العقل و اليد 
يدبّ على ظهر الطريق و يجتدي
ثقيل الخطى يمشي الهوينى بجوعه 
واحزانه مشي الضرير المقيّد
و يمضي و لا يدري إلى أين ينتهي 
و لم يدر قبل السير من أين يبتدي
و يزجي إلى الأسماع صوتا مجرّحا 
كئيبا كأحلام الغريب المشرّد
يمدّ اليد الصفرا إلى كلّ عابر 
و لم يجن إلاّ اليأس من مدّة اليد
فيلقي على الكفّ النحيل جبينه 
و يسأل هل في الأرض ظلّ لمسعد
هو الشرّ ملء الأرض و الشر طبعها 
هو اشر ملء الأمس و اليوم و الغد
وهذا غبار الأرض آهات خيّب 
و هذا الحصى حبذات دمع مجمّد
رمى الشيخ فيما حوله نظرة الأسى 
ومرّ كطيف المستكين المهدّد
فيا للفقير الشيخ يمشي على الطّوى 
و في مأتم الشكوى يروح و يغتدي
يظنّ أكفّ الناس تهوي بجودها 
إليه و لم يبصر سوى وهمه الردي
و جوع يلوّي نفسه في ضلوعة
فينساق لا يدري إلى أين يهتدي .

( عبد الله البردونى) 

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق