.

.

.

.

5‏/1‏/2016

يا بِنْتَ عَالِيْ الشَّأْنِ ........ شعر : سعيد يعقوب





الشَّعْرُ لَيْلٌ وَالجَبِينُ نَهَارُ // وَالخَدُّ مَاءٌ مَازَجَتْهُ النَّارُ
يَا ظُلْمَةَ الشَّعَرِ المُسَافِرِ فِيْ المَدَى // ذِيْ ظُلْمَةٌ فِيهَا الحَلِيمُ يَحَارُ
لَوْلَا سَنَا هَذَا الجِبِينِ لَمَا اهْتَدَى // سَارٍ، وَلَا صَحَّتْ خُطَى مَنْ سَارُوا
مَا هَذِهِ أَهْدَابُ عَيْنِكِ إِنَّمَا // هِيَ أَسْهُمٌ وَأَسِنَةٌ وَشِفَارُ
والمَاءُ فِيْ خَدَّيْكِ تَمْنَعُهُ الَّلظَى // فَنَصِيبُ كُلِّ الظَّامِئِينَ أُوَارُ
وَالأَنْفُ سَيْفٌ وَالشُّمُوخُ يَزِينُهُ // وَالسَّيْفُ فِيهِ مَهَابَةٌ وَوَقَارُ
وَالثَّغْرُ كَأْسٌ وَالرُّضَابُ مُدَامَةٌ // وَشِفَاهُنَا مَا بَيْنَنَا الخَمَّارُ
يَابِنْتَ عَالِيْ الشَّأْنِ أَنْتِ أَصِيلَةٌ // أَهْلُوكِ أَهْلُ مُرُوءَةٍ أَحْرَارُ
الجُودُ طَبْعٌ مِنْ أَجَلِّ طِبَاعِهِمْ // مِنْ أَيْنَ حَلَّ طِبَاعَكِ الإِقْتَارُ
جُودِيْ عَلَى العَافِيْ يَمُدُّ يَمِينَهُ // إِذْ أَرْهَقَتْهُ مَذَلَّةٌ وَإِسَارُ
قَلْبِيْ المُدَمَّى فِيْ هَوَاكِ تَرَكْتِهِ // بِالهْجْرِ لَيْسَ لَهُ يَقَرُّ قَرَارُ
مَا عَادَتِ الأَعْذَارُ تُقْنِعُنِيْ فَقَدْ // كَرِهَتْ مَذَاقَ حُرُوفِهَا الأَعْذَار
وَهَوَايَ بَيْنَ النَّاسِ شَاعَ حَدِيثُهُ // لَمْ يَبْقَ عِنْدِيْ فِيْ الهَوَى أَسْرَارُ
فَضَحَ الهَوَى شَوْقٌ وَطُولُ تَلَفُّتٍ // هَيْهَاتَ تُخْفِيْ عِطْرَهَا الأَزْهَارُ
بَاحَتْ بِمَا وَارَيْتُ مِنْ سِرِّ الهَوَى // لِلنَّاسِ عَنِّيْ هَذِهِ الأَشْعَارُ
وَهَوَاكِ لِيْ قَدَرٌ وَمَنْ ذَاكَ الذِيْ // لَيْسَتْ عَلَيْهِ تُهَيْمِنُ الأَقْدَارُ
طَالَ الغِيَابُ عَلَيَّ مَا لِأَحِبَّتِيْ // ظلموا فُؤَادِيْ بِالغِيَابِ وَجَارُوا
يَا جَارَ كُلِّ مَلَاحَةٍ أَنْصِفْ فَكَمْ // يَرْعَى حُقُوقَاً لِلْجِوَارِ الجَارُ
مَا كَانَ أَوْلَانَا بِنُعْمَى قُرْبِهِمْ // فَنَزُورُ مَنْ نَهْوَى وَمِنْهُ نُزَارُ
مَا عُدْتُ أَحْتَمِلُ الفِرَاقَ وَنَارَهُ // فَمِنَ الفِرَاقِ تُقَصَّرُ الأَعْمَارُ


.
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق