.

.

.

.

25‏/12‏/2015

عَلَى وَتَرِ الذِّكْرَى ... شعر : سعيد يعقوب





طَافَ الحَنِينُ بِهِ فَانْهَلَّ مَدْمَعُهُ// لِمَنْ مَضَى وَسَوَادُ العَيْنِ مَوْضِعُهُ
فَمَنْ يُعِيدُ لَهُ مَا رَاحَ مِنْ مُتَعٍ // لَاشَيْءَ مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ رَاحَ يُمْتِعُهُ
وَمَنْ يَرُدُّ لَهُ مَا كَانَ يُفْرِحُهُ // يُعْطِيهِ مَا ظَلَّ مِنْ عُمْرٍ وَيُرْجِعُهُ
مَضَى الصِّبَا وَتَوَلَّى وَانْقَضَى زَمَنٌ// كُنَّا كَمَا شَاءَتِ الأَحْلَامُ نَزْرَعُهُ
مَضَى الأَحِبَّةُ لَا صَبْرٌ وَلَا أَمَلٌ // وَخَلَّفُونِيْ لِشَوْكِ الأَمْسِ أَجْمَعُهُ
وَحْدِيْ هُنَا وَصَدَى الذِّكْرَى يُمَزِّقُنِيْ // وَالمَرْءُ يُؤْذِيهِ مَا قَدْ كَانَ يَنْفَعُهُ
مَرَّتْ طُيُوفُ أَحِبَّائِيْ عَلَى بَصَرِيْ // مَا كَانَ يُؤْنِسُهُ أَمْسَى يُرَوِّعُهُ
وَالعُمْرُ شِعْرٌ قَوَافِيهِ لَذَائِذُهُ // بَيْتُ القَصِيدِ الصِّبَا وَالحَبُّ مَطْلَعُهُ
كُنَّا وَكَانَتْ لَنَا الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا // وَمَا تَعَسَّرَ مِنْ صَعْبٍ نُطَوِّعُهُ
وَلِلَّيَالِيْ صَفَاءٌ لَا نُكَدِّرُهُ // وَلِلْبَوَاكِيرِ لَهْوٌ لَا نُضَيِّعُهُ
وَالوَرْدُ مِنْ خَجَلٍ تَحْمَرُّ وَجْنَتُهُ // وَالزَّهْرُ يَحْسُدُنَا وَالطَّلُّ أَدْمُعُهُ
وَلِلطُّيُورِ عَلَى الأَغْصَانِ رَفْرَفَةٌ // مِنْ لَحْنِ نَجْوَى هَوَانَا مَا تُرَجِّعُهُ
وَالمَاءُ يَرْقُصُ وَالنَّجْمَاتُ سَابِحَةٌ // فِيهِ عَلَيْهِنَّ ضُمَّتْ مِنْهُ أَضْلُعُهُ
هَبَّ النَّسِيمُ عَلَيْنَا مِثْلَ وَالِدَةٍ // قَامَتْ إِلَى وَلَدٍ فِيْ المَهْدِ تُرْضِعُهُ
وَالأُنْسُ يَغْمُرُنَا وَالبِشْرُ يَشْمَلُنَا// وَالدَّهْرُ أُفْقٌ أَمَانِينَا تُرَصِّعُهُ
وَمَا حَسَبْنَا حِسَابًا لِلزَّمَانِ وَكَمْ // فَتَىً بِهِ تَغْدُرُ الدُّنْيَا وَتَخْدُعُهُ
تُعْطِيكَ دُنْيَاكَ مَا تَهْوَى وَتَرْجِعُ مِنْ // بَعْدِ العَطَاءِ بِمَا أَعْطَتْ فَتُجَمَعُهُ
وَالمَرْءُ يَشْقَى بِحُسْنِ الظَّنِّ يَحْمِلُهُ// كَمْ مِنْ فَتَىً خَابَ فِيْ الدُّنْيَا تَوَقُّعُهُ
وَحَلَّ مَا لَمْ يَدُرْ فِيْ الَباِل مِنْ نُوَبٍ // لَوْ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيْ الصَّخْرِ تَصْدَعُهُ
وَفَرَّقْتْنَا الَّليَالِيْ وَهْيَ ظَالِمَةٌ // وَمَا تُفَرِّقُهُ مَنْ سَوْفَ يَجْمَعُهُ
وَهَا أَنَا هَا هُنَا وَحْدِيْ أَعِيشُ عَلَى // ذِكْرَى تَجِيءُ مِنَ المَاضِيْ وَتُرْجِعُهُ
فَيُلْهِبُ الشَّوْقُ لِلْأَحْبَابِ فِيْ كَبِدِيْ // شِعْرًا عَلَى وَتَرِ الذِّكْرَى أُوَقِّعُهُ

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق