.

.

.

.

23‏/12‏/2015

فِيْ المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ..... شعر : سعيد يعقوب



غَمَرَ السَّنَا الدُّنْيَا بِمَوْلِدِ طَهَ// وَاهَتَزَّ مِنْ فَيْضِ الرِّضَا عِطْفَاها
فَالكَوْنُ مَوْكِبُ فَرْحَةٍ وَالأُفْقُ مَجْـــ//ـــلَى نَشْوَةٍ وَالأَرْضُ مَا أَبْهَاها
وَالشِّعْرُ فَاتِنَةٌ زَهَتْ بِجَمَالِهَا // تَجْلُو قَوَافِيهِ أَعَزَّ حُلَاها
لَمَّا دَرَتْ مَنْ سَوْفَ تَنْزِلُ بَابَهُ // رَفَّتْ أَزَاهِرُهَا وَطَابَ جَنَاها
لَانَتْ وَمَالَتْ وَاسْتَكَانَ جِمَاحُهَا // لِلْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ حِينَ دَعَاها
فَعَبِيرُ أَحْمَدَ فَاحَ مَا مِنْ بُقْعَةٍ // فِيْ الأَرْضِ إِلَّا وَالعَبِيرُ غَشَاها
هَذَا حَبِيبُ اللهِ صَفْوَةُ خَلْقِهِ // لِلنَّاسِ أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَسْدَاها
مَا البَدْرُ إِلَّا وَمْضَةٌ مِنْ نُورِهِ // مَا الشَّمْسُ إِلَّا مِنْ سَنَاهُ سَنَاها
أَخْلَاقُهُ زَهْرُ الرُّبَا مَا شَامَهَا // أَحَدٌ وَإِلَّا سُرَّ مِنْ مَرْآها
وَشَمِائِلٌ غَرَّاءُ مَا اشْتَمَلَتْ بِهَا // نَفْسٌ وَلَا حَمَلَتْ لَهَا أَشْبَاها
هَذَا الذِيْ عَرَفَ الأَعَادِيْ قَدْرَهُ // وَمِنَ الجَلَالِ حَنَوْا لَدَيْهِ جِبَاها
هَذَا النَّبِيُّ المُصْطَفَى وَالمُجْتَبَى // أَسْمَى الوَرَى قَدْرًا وَأَعْظَمُ جَاها
مَنْ عَلَّمَ الدُّنْيَا التَّسَامُحَ وَالنَّدَى // وَهَدَى إِلَى سُبُلِ السَّلَامِ خُطَاها
لَوْلَاهُ مَا اهْتَدَتِ النُّفُوسُ وَلَا نَجَتْ // وَالجَهْلُ يُغْرِقُهَا بِلَيْلِ عَمَاها
مِنْ قَبْلِهِ كُنَّا قَبَائِلَ مَا لَهَا // مِنْ قِيمَةٍ وَخِلَافُهَا أَوْهَاها
يَلْهُو بِهَا أَعْدَاؤُهَا وَيَقُودُهَا // لِلْمُوبِقَاتِ كَمَا يَشَاءُ هَوَاها
لِلْفُرْسِ وَالرُّومَانِ تُعْطِيْ طَاعَةً // وَالفُرْسُ وَالرُّومَانُ مَنْ يَرْعَاها
حَتَّى أَتَيْتَ لَهَا بِنُورٍ سَاطِعٍ // وَجَمَعْتَ مِنْ بَعْدِ الشَّتَاتِ قُوَاها
عَلَّمْتَهَا مَعْنَى الكَرَامَةِ وَالعُلَا // وَشَدَدْتَ بِالحَقِّ المُبِينِ عُرَاها
وَأَقَمْتَ رُكْنَ العَدْلِ فَهْوَ مُوَطَّدٌ// وَعَلَيْهِ شِدْتَ عَلَى النُّجُومِ بِنَاها
أَنْبَتَّ فِيْ جَدْبِ النُّفُوسِ فَضَائِلًا // فَكَأَنَّهَا أَرْضٌ وَأَنْتَ حَيَاها
فَإِذَا بِأَهْلِ الِبيدِ أَهْلُ حَضَارَةٍ // يَتَنَعَّمُونَ غَضَارَةً وَرَفَاها
أَلْقَتْ لَنَا الدُّنْيَا زِمَامَ قِيَادِهَا // حَتَّى بِنَا بَلَغَتْ أَعَزَّ مُنَاها
شَاعَ السَّلَامُ بِهَا وَرَفَّتْ رَايَةٌ // لِلْحَقِّ وَاتَّبَعَ الأَنَامُ هُدَاها
وَبِهَا كِتَابُ اللهِ يَحْكُمُ أَمْرَها // فَشَفَى لَهَا دَاءً وَبَلَّ صَدَاها
وَالسُّنَّةُ الزَّهْرَاءُ تَهْدِيْ خَطْوَهَا // إِنْ حَارَتِ الأَقْدَامُ فِيْ مَسْعَاها
حَتَّى تَرَكْنَا مَا سَنَنْتَ مِنَ الهُدَى // عَوْدًا إِلَى الحَالِ التِيْ اعْتَدْنَاها
فَإِذَا بِنَا كُلٌّ يَسِيرُ لِوِجْهَةٍ // مُتَفَرِّقِينَ جَهَالَةً وَسِفَاها
قَتْلٌ وَنَهْبٌ وَانْعِدَامُ مُرُوءَةٍ // وَخَلَائِقٌ فِيهَا الضَّلَالُ تَنَاهى
وَالجَارُ مِنَّا لَيْسَ يَأمَنُ جَارَهُ // خَابَ الذِيْ خَانَ العُهُودَ وَشَاها
تَأْبَى طِبَاعُ الجَاهِلِيَةِ مَا بِنَا // فَلَوَ انَّهَا كَانَتْ بِهَا تَأْبَاها
فِيْ شَرْعِ مَنْ قَتْلُ الصِّغَارِ مُحَلَّلٌ // وَبِأَيِّ دِينٍ ذَاكَ يُرْضِيْ اللهَ
نَسْطُو عَلَى الحُرُمَاتِ مَا مِنْ وَازِعٍ // وَبِكُلِّ فِعْلٍ شَائِنٍ نَتَبَاهى
وَنَمُدُّ كَفًّا لِلْعَدُوِّ تَذَلُّلًا // ضَلَّ الذِيْ أَمِنَ العَدُوَّ وَتَاها
عَاثَ العِدَا مِنْ ذُلِّنَا بِبِلَادِنَا // ذَا قَيْصَرٌ فِيهَا اسْتَضَافَ الشَّاها
وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى مُبَاحٌ سَاحُهُ // صَهْيُونُ يَرْقُصُ فَوْقَهُ تَيَّاها
وَالعَالَمُ العَرَبِيُّ يَرْقُبُ صَامِتًا // يُغْضِيْ العُيُونَ وَلَا يُحَرِّكُ فَاها
مَنْ أَسْلَمَ الأَغْرَابَ عِفَّةَ أَرْضِنَا // حَتَّى اسْتَبَاحَ الوَاغِلُونَ جِمَاها
وَمَنِ الذِيْ بِالغَدْرِ أَدْمَى قَلْبَهَا // وَمَنِ الذِيْ قَدْ بَاعَهَا وَشَرَاها
لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَشْكُو مُهْجَتِيْ // فِيْ عِيدِ مَوْلِدِكَ الذِيْ أَدْمَاها
فَهَوَتْ إِلَى الدَّرْكِ الذِيْ مَا بَعْدَهُ // دَرْكٌ وَأَمْسَتْ لِلذِّئَابِ شِيَاها
وَلَسَوْفَ تَبْقَى فِيْ الحَضِيضِ ذَلِيلَةً // حَتَّى تَعُودَ إِلَى شَرِيَعةِ طَهَ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق