.

.

.

.

30‏/12‏/2015

سعيد يعقوب / مَوْعِدٌ مَعَ الفَجْرِ.....


مَوْعِدٌ مَعَ الفَجْرِ.....
شعر : سعيد يعقوب
تَرَقْرَقَ دَمْعُهُ شَوْقَاً وَسَالا// وَأَطْلَقَ فِيْ مَدى المَاضِيْ الخَيَالا
وَجَابَ فَضَاءَ تَارِيخٍ مَجِيدٍ // كَنُورِ البَدْرِ فِيْ لَيْلٍ تَلَالَا
تَرَقَّى فِيْ المَآثِرِمَا تَرَقَّى // تَعَالَى فِيْ المَفَاخِرِ مَا تَعَالى
تَذَكَّرَ مَا مَضَى فَبَكَى حَنِينَاً // فَمَا أَبْقَتْ لَهُ الذِّكْرَى احْتِمَالا
فُؤَادٌ مَا جَنَتْ أَمَلَاً يَدَاهُ // وَلَمْ يُدْرِكْ لِمَا يَرْجُو مَنَالا
رَوَى يَنْبُوعُهُ فَمَ كُلِّ صَادٍ // وَفِيهِ الجَمْرُ يَشْتَعِلُ اشْتِعَالا
وَكَمْ أَلْقَى عَلَى خَلْقٍ ظِلَالَاً // وَقَدْ فَقَدُوا مِنَ الشَّمْسِ الظِّلَالا
وَأَرْشَدَ خَطْوَ مَنْ ضَلَّتْ خُطَاهُ //إِذَا أَمْسَى لَهُ يَشْكو ضَلَالا
وَلَمْ يَبِعِ الضَّمِيرَ لِأَيِّ شَارٍ // وَلَمْ يَطْلُبْ عَلَى جُهْدٍ نَوَالا
شَدَا لِبِلَادِهِ غَرْبَاً وَشَرْقَاً // وَلَمْ يَتْرُكْ يَمِينَاً أَوْ شِمَالا
وَكَانَ يَرَى جَمِيعَ النَّاسِ صَحْبَاً // وَيَحْسَبُهُمْ لَهُ أَهْلَاً وَآلا
يَرَى أَهْلَ الصَّلِيبِ بِنَاظِرَيْهِ // سَوَاسِيَةً وَمَنْ رَفَعُوا الهِلَالا
وَحَذَّرَ قَوْمَهُ مِمَّا إِلَيْهِ الْــ//ـــأُـــ مُورُ جَرَتْ وَهَذَا الوَضْعُ آلا
وَقَامَ بِهِمْ نَصِيحَاً لَمْ يُزَوِّرْ // حَدِيثَاً لَا وَلَمْ يَكُتُمْ مَقَالا
أَشَارَ إِلَى الأَفَاعِيْ وَالثَّعَالِيْ // وَمَنْ مَلَأُوا مِنَ الوَطَنِ السِّلَالا
وَمَنْ سَرَقُوا حُقَوقَ النَّاسِ جَهْرَاً // وَمَنْ كَانُوا ثَعَالِبَ أَوْ صِلَالا
وَمَنْ نَهَبُوا وَمَنْ ظَلَمُوا وَكَانُوا // عَلَى الأَكْتَافِ أَعْبَاءً ثِقَالا
وَأَمْسَوْا لِلنَّقَائِصِ وَالمَخَازِيْ // وَكُلِّ مَثَالِبِ الدُّنْيَا مِثَالا
أَجَاعُوا النَّاسَ حَتَّى خَلَّفُوهُمْ // نِسَاءً بَعْدَ أَنْ كَانُوا رِجَالا
وَلَمْ نَسْمَعْ سِوَى كَذِبٍ كَثِيرٍ // بِهِ مَزَجُوا مَعَ المَكْرِ احْتِيَالا
وَلَمْ نَعْرِفْ لَهُمْ صِدْقَاً وَلَكِنْ // عَرَفْنَا الخُلْفَ مِنْهُمْ وَالمِطَالا
وَكَمْ تَرَكُوا لَنَا دِينَاً مُهَانَاً // وَكَمْ تَرَكُوا لَنَا عِرْضَاً مُذَالا
بُلِينَا بِالذِيْ جَلَبَ احْتِلَاَلًا // لَنَا وَبِمَنْ مَضَى يَحْمِيْ احْتِلَالا
وَمَنْ يَصْطَفُّ فِيْ جَنْبِ الأَعَادِيْ // وَسَانَدَهُمْ كَلَامَاً أَوْ فِعَالا
وَنُذْبَحُ كَالخِرَافِ بِلَا سُؤَالٍ// فَلَمْ نَسْمَعْ لَدَى قَتْلٍ سُّؤَالا
أَرَى أَنَّ الحَلَالَ غَدَا حَرَامَاً // وَقَدْ أَمْسَى الحَرَامُ بِنَا حَلَالا
وَقَدْ هَجَرَ المَنَازِلَ سَاكِنُوهَا // وَفَارَقَتِ العِيَالُ بِهَا العِيَالا
فَأَصْبَحْنَا أَحَطَّ النَّاسِ شَأْنَاً // وَصِرْنَا شَرَّ خَلْقِ اللهِ حَالا
وَأَصْبَحَ أَسْهَلُ الأَشْيَاءِ صَعْبَاً // وَأَهْوَنُ مَا نُحَاوِلُهُ مُحَالا
كَأَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَيْسَ عَمِيْ // وَلَا القَعْقَاعُ لِيْ قَدْ كَانَ خَالا
كَأَنَّا مَا فَتَحْنَا الأَرْضَ يَوْمَاً // وَلَا تِهْنَا عَلَى النَّجْمِ اخْتِيَالا
وَلَمْ يُبْعَثْ لَنَا طَهَ إِمَامَاً // وَلَمْ نَبْلُغْ بِشِرْعَتِهِ الكَمَالا
وَلَا كَانَ الكِتَابُ لَنَا دَلِيلَاً // وَلَا هَدْيُ النَّبِيِّ شَفَى اعْتِلَالا
وَلَا الفَارُوقُ عَلَّمَنَا شُمُوخَاً // وَصَالَ عَلَى أَعَادِينَا وَجَالا
وَلَا هَارُونُ نَاجَى المُزْنَ يَوْمَاً // وَقَالَ سَتَرْجِعِينَ إِلَيَّ مَالا
وَلَمْ أَسْمَعْ لِمُعْتَصِمٍ زَئِيرَاً // شَفَى مِنْ حُرَّةٍ دَاءً عُضَالا
طَوَى مِنْ أَجْلِهَا بِيدَاً قِفَارَاً // لِيَنْصُرَهَا وَأَمْدَاءً طِوَالا
وَلَمْ نَنْشُرْ مَبَادِئَ سَامِيَاتٍ // تُقَوِّمُ كُلَّ مَا يَشْكُو اخْتِلَالا
وَلَمْ نَرْفَعْ لَوِاءَ العَدْلِ حَتَّى // رَأَيْنَا الكَوْنَ يَعْتَدِلُ اعْتِدَالا
وَكَابَدْنَا مِنَ الأَهْوَالِ مَا لَا // يُعَدَدُّ الانْتِقَامَ وَالاعْتِقَالا
فَمَنْ لَمْ يَقْضِ فِيْ حَرْبٍ شَهِيدَاً // يَمُتْ فِيْ السِّرِّ يُغْتَالُ اغْتِيالا
وَبِالأَحْرَارِ قَدْ غُصَّتْ سُجُونٌ // بِهَا تَلْقَى المَذَلَّةَ وَالنَّكَالا
فَمَا أَبْقَوْا لَنَا مَعَهُمْ خَيَارَاً // وَلَا تَرَكُوا لَنَا مِنْهُمْ مَجَالا
إِلَى أَنْ ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْنَا // فَجَرَّدْنَا عَلَى البَاغِيْ النِّصَالا
وَثُرْنَا فِيْ وُجُوهِ الظُّلْمِ بَرْقَاً // وَرَعْدَاً لَا ضِعَافَ وَلَا كُسَالى
نُعِيدُ حُقَوقَنَا مِمَّنْ سَبَاهَا// وَنَنْزِعُهَا مِنَ البَّاغِيْ قِتَالا
بِشُبَّانٍ غَطَارِفَةٍ كِرَامٍ// وَشِيبٍ أَبْهَرُوا الدُّنْيَا نِضَالا
فَكَمْ عَرْشٍ تَهَاوَى بَعْدَ عِزٍّ // وَكَمْ مُلْكٍ مِنَ الظُّلَامِ زَالا
وَقَدَّمْنَا نُفُوسَاً طَاهِرَاتٍ // رَوَى دَمُهَا الأَبَاطِحَ وَالجِبَالا
غَدَاً يَا أُمَّتِيْ سَيَهِلُّ فَجْرٌ // أَرَى أَتْوَارَهُ بَدَأَتْ تَوَالى
فَصَبْرَاً فَالجِرَاحُ إِلَى شِفَاٍء // وَيمْضِيْ الَّليْلُ مَهْمَا الَّليْلُ طَالا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق